Monday, May 23, 2011

حنان ج2

"الحلو مايكملش" مثل شعبى يعرفه كل المصريين بل ويؤمنون به هذا وقد آمنت به عندما رأيت ما فى يدها أو بالأدق إصبعها لقد كانت دبلة لمحتها عندما كانت تشاور لى ان "باى باى" لمع هذا الشئ مع ضوء الشمس فأردت ان اتاكد فطلبت منها ان أقابلها وفعلا قابلتها ورايت مصيبتى فى يدها
-يالى من احمق كيف يخيل لى انها تحبنى وقد وافقت على الارتباط بغيرى يبدو ان هناك شئ ما
شئ ما خطا اما ان اكون انا قد توهمت انها تحبنى هذا احتمال ولكن تصرفاتها معى كانت تثبت غير ذلك وكذلك نظراتها لى التى كانت تؤكد يوما بعد يوم انها تهيم بى حبا ولكن ولكن قد اكون انا من احبها وقد جعانى حبى الاعمى لها انا اعتقد انها تحبنى "توء" انا لا اعتقد ذلك وقد يكون هناك احتمال اخر انها قد خدعتنى خدعتنى بكل ما تحمله الكلمة من معان قاسية وكنت انا ضحيتها التى اخذت تلعب بى فقد تكون هى من نوع النساء الذى يتلاعب بمشاعر الناس واحاسيسهم او قد تكون فعلت ذلك انتقاما لحب فاشل مرت بهولكن كل هذه سخافات وليس معى دليل واحد يثبت ان هناك واحدا من احتمالاتى صحيح اذن فالحل بيدها هى لابد ان تخبرنى بنفسها ما سر هذه الدبلة التى تضعها حول اصبعها وهنا قد تقطع شرود ذهنى حينما سالتنى قائلة "مالك...سرحان فى ايه؟!" فرددت "لا ابدا مفيش حاجه"
-عليا انا برضو اكيد بتسال نفسك اية الدبلة دى صح؟!
كيف يعقل هذا هل انا مكشوف لهذا الحد معها فى تصرفاتى ام ان عيناى قد فضحتنى امامها ام انها شديدة الذكاء لدرجة انها تستطيع ان تعرف ما افكر به ان لهذه الفتاه حقا راساً ذهبياً كراس توت عنخ امون لا تقدر بثمن
-وعرفتى ازاى ...انتى بتقراى الكف؟
فابتسمت ابتسامة لها معنى وطعم الانتصار وقالت " لقد ارتبطت بك كثيرا احبتك اكثر ولهذا فانى اعلم ما تفكر به واستطردت قائلة الدبلة دى انا لابساها هنا فى الجامعة حتى لا ياتينى احدهم ويقول اننى معجب او اريد المحاضرات او الحذف او اشياء من هذا القبيل واكملت بعد ان ارشفت بعض العصير امامها قائلة وعملت كده علشان اؤكد لنفسى انى مخطوبة لواحد كده ولكن للاسف اتضح لى ان هذا الشخص لم يفهمنى مرة واحدة فى حياته وفجأه انقلبت لهجتها معى انته ليه تفكيرك بيروح لبعيد وليه مابتقدرش وليه بشك فيا مع انى اثق فيك ثقة عمياء ثم قالت
-انا اسفه يظهر انى اسات الاختيار (ولملمت اشيائها وهمت مسرعة)
وجلست انا شارد الذهن مبلد الفكر لا استطيع التفكير فى شئ فقط سرحان ولا اعرف ماذا افعل فكل ماقالته هى صحيح دون شك ان تفكيرى المريض سمح لى ان افكر باشياء تعتبرها هى اشياء مروعه لا ينبغى لمثلى التفكير بها مع انها بالنسبة لى هو مجرد تفكير منطقى الى حد ما
وهكذا اخذت حوالى اسبوعا لم اراها بالرغم من انى كنت اذهب الى الكافتريا يوميا حتى يتسنى لى ان اراها ولكنى لم استطع اشباع رغبة عينى فى ان ترى من تعشقه وذات يوم بينما أتمشى فى طرقات الجامعة ولا ادرى الى اين امشى كسكران بعد ان اثقلته الخمر او كحشاش بعد ان عمّر طاسته واخذ جسده يتطاوح فى الطريق
-اسامه... رايح فين
فالتفت ورائى فاذا هى صديقتها الحقوقية "منال" فقلت لها اهلا منال اخبارك ايه فقالت الحمد لله ممكن نتكلم شوية اوك ماشى اتفضلى اتكلمى لا مش حاينفع هنا اقابلك بعد نصف ساعة فى الكافتريا حاضر ولكن اية الموضوع ؟
ردت وهى تنوى الذهاب حاتعرف لما نتقابل سلااااام
فقلت فى صوت حزين ...سلام
ومرة اخرى اخذ تفكيرى اللعين يذهب ويجئ براسى الصغير حيث لا ادرى ولا اعرف ماذا تريد هذه الفتاه؟ وماذا تنوى ان تفعل ؟ ولماذا جعلت النصف ساعة هذه ؟ هل تنوى خيرا ام ماذا ؟اسئلة كثيرة انحشرت فى ذلك الراس الصغير ولم اجد لها اى رد فذهبت الى الكافتريا حتر انتظر وبينما انا جالسا اذ اتانى ذكريا وقال لى "فى رحلة ..ها تروح"فقلت له "هو انته متخصص رحلات فى الجامعة ولا ايه صحيح اللى معاه قرش محيره ده لو انطبقت السما على الراض مش رايح " فرد قائلا "براحتك ...انما ناه اه اللى مقعدك هنا دلوقتى "
وهنا لمحتها من بعيد تاتى نحوى فى سرعة فطلبت من ذكريا ان يذهب واننى سوف اخبره بكل شئ بعد ذلك
وتمت المقابلة كانت كلها لوم وعتاب كيف تغضب منك ولم تفكر فى ان تصالحها ولو بمكالمة هاتفية ولو بجواب اى شئ المهم ان تسال عنها وتصالحها
ولماذا اغضبتها اصلا هى تثق بك وانت لا تثق باحد بل انى لا اظن انك تثق بنفسك اصلا مئات من عبارات اللوم والعتاب التى لم استطيع ان ارد عليها لاننى حقيقةً لا اعلم املذا غضبت منى ولماذا قالت كل هذا لصديقتها اهى تحكى لها كل شئ يبدو اننى اخطات التفكير مرة اخرى فقلت لها اين هى الان ولم تنزل المحاضرات او الجامعة من اسبوع فقلت لها هى بنا حتى توصلينى بها فقالت لى مستنكرة الن تعزمنى عاى عصير فقلت لها لا تكونى سخيفة هذا العصير سيكون شربات قريبا ان شاء الله ويبدو انها فهمت ما ارميت اليه فقامت مسرعة معى وذهبنا الى مسكنهم وهناك وقفت بعيدا وذهبت هى لتخبرها وبعد حوالى نصف ساعة انتظر فيها وقد سئمت الحياة وسئمت الحب الذى جعلنى انتظر كل هذه المدة دون ان امل او اشعر بضيق جاءت منال تمشى وقالت لى انها لاتريد ان تقابلنى وانها قد اخرجتنى من راسها وانها قد رمت بقلبها عرض الحائط وانها لن تستسلم لقلبها بعد ذلك ثم اخذت تشرح كيف تحايلت هى علبها حتى تلين راسها الذى يبدو كراس ابى الهول "حجرية" بينما ظهرت الاخرى وهى تنظر من من وراء حائط وقد بدا عليها الضعف والاعياء الشديد وفى عينها نوع من الحزن ممزوج بشئ من الدموع التى تشعرك بصفاء قلب صاحبته وتجعل قلبك يتقطع حزنا فشرعت انظر اليها وهى على حالتها ومنال لا تكف عن الكلام ولم تلاحظ ان صديقتها قد خرجت من سجنها الذى سجنت به قلبها قبل ان تسجن به نفسها فقلت لها دون تردد " تتجوزينى " فلمحت الفرحة فى عينها ولكنها لم تبدى اى فعل غير انها اختفت من امام عينى وهنا التفتت منال ورائها فوجدت صديقتها قد هرولت الى الداخل فى خجل مصحوب بفرحة ولمحة حزن بعينها تفيد شى ما وهنا مشيت ولم اتكلم فقالت لى منال "اسامة انته بتتكلم بجد" فقلت لها وهى المواضيع دى فيها هزار ففرحت وقالت دى حنان كان نفسها انك تقولها من زمان وبعد يومين ..جائتنى منال وقالت لى ان حنان مريضة جدا وهى لا تعرف ماذا تصنع فقلت لها ماذا حدث فقالت انها اثناء اعداد كوب شاى سقطت على الارض ولكنها فى حالة صعبة جدا
- بدأ المرض اللعين يسرى الى مخى وهو تفكيرى فانا دائم التفكير باشياء ليست من الواقع انما هى من نسج خيالى ويبدو انا الراض جميعها لا تتسع لهذا الكم من الخيال وان جميع الخلق لا يقدرون ما افكر به فقد ذهب خيالى هذه المرة الى انها قد تكون مريضة مرض لعين كان يكون سرطان مثلا او مريضة بالقلب او شئ من هذا القبيل ولكن لا استطيع ان اجزم فكونها قد سقطت مغشيا عليها لا يعطينى الحق فى ان اشخص حالتها بانها سرطان او ضعفا فى قلبها ثم اننى لست طبيبا حتى اشخص حالات مرضية ولكنه تفكيرى الذى اعرفه جيدا مانت معى منال واحدى صيقاتهما وانا فى طريقى لتوصيل حنان الى المستشفى فشرعت باخراج الاوراق التى تثبت شخصيتى ودخلت هى الى الطبيب المعالج وكانا معها صديقاتها وتذكرت امى ذلك الحين فقررت ان ارحل حتى لا تقلق على فانتظرت حتى اطماننت عليها وعرفت انها حالة من الضعف لانها لم تاكل ولم تشرب منذ اسبوع ولم تكف عن البكاء وانها قد ارهقت نفسها فعلا لاجلى فاوصلتهم وذهبت فى طريقى بعد شراء الدواء لهم وفى الطريق بدا يتسلل الىَ التفكير ويراودنى كيف سانجو من كلمتى هذه التى قلتها كيف ساكلم ابى وامى فى الموضوع وانا لازلت طالبا لا استطيع ان اصرف على نفسى فكل قرش فى جعبتى هو ملك لابى قبل ان يكون ملكى
ودخلت على ابى وامى وهما يشاهدان التلفاز ويتسامران سويا فاخبرت ابى بامرى فاطلقت امى "زغرودة "من فمها وقالت "والله كبرت يابنى وعاوز تتجوز" فنظر اليها ابى نظرة اخرستها فهى تعرف معناها جيدا ثم اخذ يقول "يابنى بص لمستقبلك وذاكر وشد حيلك وانجح وبعدين موضوع الجواز ده "وكلام من هذا الذى يعرفه الجميع وخاصة من يريد الزواج بفتاه احلامه وهو لا يزال فى دراسته فهو كلام معهود ينتقل من اب لآخر كانه قسم ابو قراط فى الطب او احد الامثال الشعبية المشهورة او لعلها احدى حكم لقمان التى علمها لولده وبعدها قمت الى غرفتى حزينا مشوش الفكر لماذا ؟...ولماذا؟...ولماذا؟...وهل ؟...وكيف؟...واين؟...ومتى كل ادوات الاستفهام فى راسى ولا اجد اجابة لها طرقت على الباب اختى وقالت ان ابوك يريدك وذهبت وهنا تجمعت كل ادوات الاستفهام وكل الاسئلة فى راسى فى سؤال واحد هو ماذا يريد ابى منى ؟ماذا يريد ابى حتى ببعث فى طلبى ؟ترى ماهو الامر !؟؟