Wednesday, July 7, 2010

حنان ج1

بسم الله الرحمن الرحيم
دى اول محولاتى لكتابة قصة
ويارب تعجبكم

أتانى الأستاذ أسامه حمدي فى الساعة العاشرة مساء في يوم 12 أبريل من العام 1998 فشرعت بإعداد الشاي له وجلسنا في الشرفة( البلكونة) حتى نستمتع ببعض هواء الصيف البارد,وكانت بداية قصته التي ارويها الآن هي مجرد سؤال منى وليتني ما سألته
لقد سألته سؤالا عابرا يمكن أن يسأله أى صديق لصديقه بحكم الصداقة فهو سؤال يتردد غالباً على ألسنة الأصدقاء ولقد جاوبني في استطراد حيث أكثر من الكلام وكلفني ذلك طبعا كثيراً جداً حوالي رطلين من الشاي الكيني الناعم أعده له في كل مرة نتحدث فيها ولا أدرى كم من السكر الذي أصبح اليوم مثل حديد التسليح هذا غير وجبات العَشاء التي أتحمل نفقتها أنا طبعاً بحكم انه ضيفي آه – آسف- السؤال هو هل تزوجت المرحومة عن حب؟؟؟.
وهنا شرد بذهنه وقال فى تنهد آه أنته فكرتني بالماضي وعمايله فقلت له فضفض ياخى وبدون أن يشعر أدرت جهاز التسجيل بجوارى وبدأت استمع له بشغف وأحثه بطريقتى الخاصة على البوح بكل ما فى أعماقه من أحاسيس ومشاعر ولو سمحتم لى أن أروى قصته على لسانه هو لأننى أحس أن التعبيرات التى استخدمها فى التعبير عن مشاعره لا يستطيع كاتب أن يبرزها بألفاظ منتقاة من خياله فما خرج من القلب وصل إلى القلب فقال:
كنت كأى شاب فى مرحلة العشرين من عمره قد مر بأعجوبة من مرحلة المراهقة -وقد كنت فى عامى الثالث من كلية الحقوق بقنا- يحلم بفتاة أحلامه
فتاته التى يتزوج بها وينجب منها دستة أطفال ولم يخطر بباله انه كان على شفا حفرة من الوقوع فى بئر الحب لقد كنت عائدا إلى بيتي راكبا الميكروباص انتظر حتى يستكمل السائق السيارة لينطلق بنا إلى بلدنا الحبيب فشرعت أخرج منديلا من جيبى لأجفف به عرقى وحينها رأيتها نعم رأيتها هي, كانت ممشوقة القوام وبيضاء ومرحة وكانت مع صديقة لها التى لم الاحظ وجودها إلا بعد أن تحركت تلك السيارة بنا نظرت إليها بشغف لا لا أريد أن انظر لأنها ليست هي
ليست هي فتاة أحلامى ولكن ما الذى يجعلني انظر إليها هكذا حتى لاحظت هى وقامت بإبعاد عينها عن عيني حتى لا تراني , وكان لحسن الحظ أن الميكروباص من النوع الذى يتلاقى فية الكرسيان فى الوسط أمام بعضهما فكانت هى أمامي مباشرة
لا لاتنظر لا أريد أن انظر لأنها ليست هى ولاننى لا أريد أن ادخل قصة حب جديدة بعدما انتهت الفترة إياها الممتلئة بقصص الحب الفارغة (أميرة,سميه,ابتسام,وغيرهم..)
المهم جلست هى امامى وشرعت تبعد عيناها عنى وأنا لا أريد أن انظر إليها من داخل نفسي ولكن كان قدري يمسك برأسي ويثبتها نحوها حتى لاحظت صديقتها نظراتنى نحوها ويبدو أن غيرة المرأة شئ فطرى لديها اى إنها صفة لا تخلو منها أمراه ولا تخرج إلا مع روحها
فأخذت تلك الأخرى تتحدث بصوت مرتفع أما محبوبتى اقصد معجبتى فتكلمها ورأسها إلى الأرض خجلا وقد احتبس الدم فى وجهها عندما وجدتني على نفس هيأتي السابقة ناظرا- بشغف – إليها وشرعت تقول "نعم فى حاجه؟!"فعدت إلى رشدي وتنبهت للسؤال "لا ابداً مفيش حاجه "
ياه كم أنا سعيد لقد تكلمت معي نعم تكلمت معي ولكن ماذا فعلت أنا ذلك المعتوه لقد قلت لاشئ ليتنى قلت معجب,عاشق,ولهان ولكننى استدركت ذلك التفكير حينما قطع شرودي أحدهم وهو يغمزنى فى كتفى ويقول" لو سمحت ممكن تشوف فكه مع السواق!"
-ياه هناك ناس فى السيارة معي السيارة ممتلئة عن بكرة أبيها وهنا غمغمت قائلا " الحمد لله ...عدت على خير "
وبعد بضعة دقائق كدنا نصل لمنطقة بين الأقصر وقنا تسمى حجازة وهنا وقف السائق ليشرب ونادي هل من عطشان ؟.
فشرعت بالنزول حتى أرضى عطشى وأعوض ما فقدته من عرق طيلة الطريق ولكن شئ ما منعنى من النزول صديقتها قالت لى متوسلة " ممكن لو سمحت تعبي كباية الميه معاك " فقلت لها "حاضر "
ولاحظت يد الأخرى تغمز أرجل صاحبتها وهى تتحدث لى كأنها تقول لها" لا تكلميه اسكتى "فنظرت إليها نظرة سريعة مع ابتسامة خفيفة ونزلت شربا الاثنين ولم يقولا حتى "شكرا"فقلت فى نفسى "لا يهم ..هذا لوجه الله " ولكننى اعلم تمام العلم أننى كنت أتمنى منهم ولو" ميرسى"
مر الوقت وعندما بدأنا على مشارف الأقصر راحت كل واحدة منهن تفتش فى شنطة يدها وفى الكتب التى معها - جميل – معهم كتب اى انهم فى كليات ويبدو انهم من الأقصر –هذا جميل جدا – ومن خلال حديثهم تأكدت انهم فى الآداب قسم اللغة الانجليزية السنة الأولى وهم من مدينة الأقصر ولديهم محاضرات يوم كذا وكذا الساعة كذا وكذا فأخرجت قلما وبدأت اكتب مواعيد محاضراتهم ولكن هناك ملحوظة لم يكونوا هم الاثنان فى الآداب لقد كانت كثيرة الكلام لحسن الحظ -كما سنعرف بعد ذلك- فى كليتي المبجلة الحقوق فنزلنا عند موقف السيارات وودعت كل منهما الأخرى وعرفت أن اسمها "حنان" ولقد زادنى هذا الاسم شوقا لها فهو اسم يدل على شئ معنوى يحتاجه كل شخص الكبير والصغير المرأة والرجل العاقل والمجنون حتى القطط تحب أن تحنو عليها وتربت بيدك بحنان على شعر ظهرها.
رجعت إلى بيتنا السعيد فوجدت "الست هدى" امى فى انتظار رجوعى وتلقتنى من بعيد واحتضنتنى وقبلتنى ولم ادر لماذا تذكرت فيلماً لعبد الحليم عندما كان عائدا من مقابلة لشادية وهو يغنى" يا صحابى يا اهلى ويا جيرانى أنا عاوز اخدكوا فى احضانى" خطرت هذه الأغنية على بالى.
عدت الأيام....وبينما أنا خارج من إحدى محاضراتي فأحسست بشئ من الجوع فذهبت إلى كافيتريا الكلية فوجدتها هناك...يا لحظى السعيد...لا أدرى ماذا أقول أو ماذا افعل وجدتها امامى هى وصديقتها الحقوقية فقلت لهم باسما "السلام عليكم "فقالتا "وعليكم السلام " فذهبت وأحضرت ساندويتش كايزر ولحظى اننى لم أجد مكانا إلا قريبا منهم ولكنه بدون كرسى وكان لديهم أكثر من واحد فترددت ولكنى ذهبت لهم وقلت "بعد إذنكم ممكن كرسى " فقالت الحقوقية "آه اتفضل"
بصراحة وجدت اننى قد تعبت كثيرا وكنت جائعا ولم اهتم بأحد فأكلت بنهم ولم الاحظ انهم ينظرون الى ولكننى اختلست النظر إليهم فبدا عليها الارتباك ونظرت للكتب التى بيدها فابتسمتُ وقد انتابني شئ من الغرور, أكملت يومى الشاق وفى المساء أعددت السرير لأنام واستلقيت بجسدى على الفراش طلباً للنوم واستعداداً له لكنه ابى أن يأتى تعالى بالله عليك ولكن كيف أنام وهناك شئ ما بداخل عقلي بذاكرتي آه انه هو ذلك المرض اللعين الذى يسمى الحب لأول مرة اعترف لنفسي بأننى احب ولكن لماذا هى بالذات ليس فيها مواصفات محبوبتى أو فتاة احلامى التى أريدها فما الذى يجذبنى اليها الى هذا الحد فقررت أن ابتعد عن هذا الحب وأن التفت لدراستى وعدم الذهاب الى الكافتريا حتى لا أعطى لنفسى فرصة أن تراها أو تقابل عينى عيناها فانا اعرف نفسى وضعفها أمام الجمال.
أخذت قرابة الشهر لم أقابل أيا منهم فقد تظاهرت اننى قد نسيت الأمر برمته ولكن ذات يوم جائنى صديقى ذكريا المستجد فى الفرقة الأولى وقال لى " عاملين رحلة تبع الكلية للإسكندرية ها تروح "فقلت له ياه جت فى معادها " بكام بكذا إذن خذ وسجل اسمي أخذ الفلوس من يدي وطار بها ليسجل اسمي بجوار اسمه لنذهب سويا الى الإسكندرية.
وكانت صدمة لى حين وجدتها ذاهبة معنا فى الرحلة فقد استقلينا اتوبيسين سياحيين كبيرين وركبت هى فى نفس الأتوبيس الذى ركبت فيه ولم تركب في الآخر وجلست أنا وذكريا بجوار بعضنا البعض ولمحتها تدخل الأتوبيس فازداد وجهي بشارة وسعادة ولمحت تلك السعادة التى فى داخلها هى الأخرى ولكنها تريد أن تخبئها أبعدت عينها عنى فتسألت لماذا تبعد عيناها بعيدا عنى كلما نظرت اليها لعله نفس الشئ الذى جعلنى ابعد عينى عنها فى بادئ الأمر أم انه الخجل بل لعلها تقول فى نفسها أيضا لا ..ليس هو من احلم به ليس هو فتى احلامى ولربما تكون قد سألت نفسها أيضا إذن لماذا كل هذا الشغف الذى يجعلنى انظر إليه هكذا؟! ترى أهو القدر! القدر الذى قدر لروميو وجوليت أن تشتهر قصة حبهما الى هذا الحد وان يضرب بها المثل وان يموت قيس على قبر ليلى محبوبته ليلحق بها فى الآخرة إذن لماذا يتلاعب بنا القدر الى هذا الحد لقد تلاعب بعنتره من قبل على أوتار حبه لابنة عمه وجعله اسودا حتى ماكان عمه ليزوجه منها أبداً ولو رأى حلمة أذنه فيا ترى أسيكون قدرى مع هذه الفتاه مؤلما أم سيعطف علينا القدر.
هى كانت تفكر فى هذا لأنى كنت أفكر فيه أيضاً وانتهت الرحلة وقد قضيت أربعة أيام على ذمة التحقيق فى قضية حبي لها كانوا من أجمل الأيام التى جمعت بيننا فقد تطورت العلاقة لدرجة أننا عرفنا كل شئ تقريبا عن بعضنا البعض وما أجمل هذه العلاقات مادامت على الإخلاص وكثرت المقابلات بيننا بعد ذلك ولكن كان هناك شئ ما فى إصبع يدها ترى ماذا كان هذا؟!